تخطى إلى المحتوى

المسرح

حافظ قرقوط

هو مكان مخصص للتمثيل، حيث يتم تجسيد نص مكتوب يسمى (مسرحية)، إلى واقع معاش بطريقة افتراضية، على تلك المساحة المتوفرة لأداء الأدوار، مع كافة مستلزماتها الفنية، أمام الجمهور.

كلمة مسرح هي ترجمة عربية لكلمة (Theatre)، والأصل يعود إلى الإغريق والرومان، ويُرجح أنها تشير إلى مكان “الفرجة”، وأصبحت الكلمة لاحقًا تأخذ دلالتها من أنها أحد أنواع الفنون، ليتفق الجميع على أن المسرح هو أبو الفنون.

بدايات المسرح

تفيد عدة مصادر بأن المسرح الإغريقي، الذي ظهر في القرن السادس قبل الميلاد، هو الذي أسس لهذا الفن، وكان المسرح في البدايات يحتضن سباقات ومصارعات، ثم استعراضات بهلوانية وراقصة، ربما هي بدايات عروض (السيرك)، ومن هنا أخذ الممثل يعمل على تطوير مهاراته ليجذب الجمهور للتسلية، وهذا ما ساعد في الاستناد إلى نصوص مكتوبة، وهكذا أخذت عناصر المسرح بالتشكل.

يذهب بعض الباحثين في أصول المسرح، إلى أن المسرح تأسس لأداء بعض الطقوس الدينية، في عدد من الحضارات القديمة، لكون بعض المخطوطات التي عُثر عليها، مُصاغة بأسلوب أدبي وديني، وتتعلق بعبادة بعض الآلهة والاحتفال بها، ثم تحوّل إلى شكل من أشكال التعبير الدرامي، ثم تطور من بعد ذلك، حيث بدأ الكتّاب، منذ القرن الخامس قبل الميلاد، يزوّدونه بالنصوص المسرحية التراجيدية، كـ “سوفوكليس ويوريبيديس وإيسخولوس” وكذلك بعض النصوص الكوميدية.

تطور المسرح

أخذت التجربة المسرحية تطوّر ذاتها، وتوسعت لتأخذ مواضيع مختلفة بطريقة احترافية، وتدفقت المشاعر والفِكَر والرؤى من خلال الكثير من العروض، في تقديمها التراجيديا، أو في نقل أزمات الناس المتعددة، سواء أكانت اجتماعية أم اقتصادية أم سياسية أم ذات علاقة بالحياة اليومية، وبرزت النصوص الكوميدية الساخرة، كما ظهر فن الرقص التعبيري، إن كان للمرح أو الترفيه والتسلية أو للإيحاء التعبيري.

عناصر المسرح

يجمَع المسرح في توليفته عناصر مختلفة مع بعضها، هي “النص المسرحي، الإخراج، التمثيل، الديكور، الأزياء، الصوت، الإضاءة، المكياج، الموسيقى، الغناء، الرقص”، حتى علم الألوان أصبح له دور في المؤثرات المسرحية، لإيصال الفكرة بشكل أوضح وأكثر تأثيرًا للمشاهد.

على هذا، تطورت وتوسعت التخصصات الإبداعية التي يستند إليها المسرح، لتستفيد من تقنيات كل عصر كانت تعيشه، لإبراز العرض المسرحي بأفضل ما يكون، حتى وصلنا إلى عصرنا الراهن، الذي أصبحت فيه التقنيات المختلفة تساعد في تقديم العرض ورفع سوية الأداء، وإعطاء المزيد من الإدهاش الذي ابتدأ بالتعبير اللغوي والحركة، ليصل إلى مجموعة كبيرة متداخلة من المؤثرات البصرية التي أغنت هذا الفن.

%d مدونون معجبون بهذه: