قصة “عدنان عزام” الذي قاد حصاناً إلى روسيا هديه لبوتين فخذله

خذل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مواطناً سوريّاً، انطلق برحلة من دمشق إلى موسكو، استمرت 9 أشهرٍ، ليهديه حصاناً عربيّاً، أسماه “نجمة سوريا”. إذ عاد الرجل إلى دمشق اليوم السبت، بعد رحلّة شاقة وحوادث كثيرة، ودونما لقاء يجمعه ببوتين، أو حتى بالمسؤولين الروس.
عدنان عزّام، محامٍ وكاتب سوريّ (بحسب تعريف وسائل إعلام النظام)، بدأ في نيسان/ أبريل 2019 رحلة على ظهر حصان، من دمشق قاصداً موسكو، وبرفقته حصان آخر أسماه “نجمة سوريا” لتقديمه هدية لبوتين، لوقوفه إلى جانب النظام السوري في قمع الثورة السورية المستمرة منذ عام 2011.
تقول المصادر، بحسب ما نقل موقع روسي، أنّ رأس النظام السوري، بشار الأسد، أصدر تعليمات بنقل الجوادين إلى “عزّام” بهدف السفر إلى موسكو وتسليم أحدهما إلى فلاديمير بوتين.
انطلق “رحّالة النظام” في رحلته، بلباس عسكري، حاملاً صورة الأسد على صدره، من الأردن إلى العراق، ثمّ إيران، وهناك، صدمت شاحنة كبيرة، واحداً من الحصانين، فمات على الفور، وأصيب الرحالة، ودخل مستشفى هناك، ثمّ تماثل للشفاء، وقرر المشي على الأقدام، حتّى لا يرهق حصان “بوتين”، إلى أن وصل أذربيجان.
لم يوضح الرحالة، ما إذا كان الحصان القتيل، هو نفسه الذي كان يودّ تقديمه لبوتين، إلّا أنّه وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2019، وصل إلى حدود روسيا، وغيّر اسم الحصان من “نجمة سوريا” إلى “نجمة بوتين”، والتي شاقها التعب ومرضت، فركنها في إحدى الإسطبلات في داغستان لتستريح.
وجد “الرحالة” باب رزقٍ له، من خلال استعطاف المواطنين الروس الذين أثار حاله استعطافهم، فساعدوه ببعض المال.
أولى حالات الصدمة، عندما وصل عزام إلى غروزني، على أمل أن يلتقي برئيس الشيشان، رمضان قديروف. إلا أن آماله خابت، بعد عدم قدرته على مقابلة قديروف، وغادر المدينة في رحلته على الأقدام، وبعد أربعة أيام، وصل إلى إنغوشيا.
وتوالت خيبات الرجل الموالي لنظام الأسد، إذ تعرّض في منطقة “تولا” للسرقة، أثناء جلوسه في مقهى، ويقول إنّ أحداً سرق منه 4 آلاف دولار، وهو ما شكّك بعض المتابعين، معتبرين أنّ الرحالة أراد من هذه الحركة أن يستغلّ الروس مجدّداً لجمع المال. وبعد ساعات قال الرحالة إنّ المبلغ عاد إليه.
وصل الرحالة إلى موسكو، لكنّ أحداً لم يكن في استقباله، غير موظفي سفارة النظام السوري، فيما لم يتمكّن من لقاء بوتين، ما دفع موظفي سفارة الأسد إلى منح “عزّام” شهادة من ورق، ليحملها ويعود إلى دمشق.
فيما يرى مراقبون أنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، غير مكترث لما يعتقده بعض موالي النظام إرضاءً لقيصرهم، القيصر الذي لم يعر هذا الرجل أي اهتمام، ولا حتى من المسوؤلين الروس. وإذ تقول وكالة أنباء النظام السوري “سانا” إنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وجه رسالة شكر للرحالة، لم يرد على وسائل الإعلام الروسيّة أي شيء من هذا القبيل.
الرحالة، الشبيح، اكتفى بالقول: أجريت خلال الرحلة مئات اللقاءات الصحفية، دون التطرق إلى لقاء بوتين، أو أحد المسؤولين الروس.
بروكار برس – رزق العبي