السياسة التعليمية لللاجئين السوريين في تركيا.. الجزء 3

صفوان قسام: باحث سوري
قوانين وإجراءات تعليم اللاجئين السوريين على أراض الجمهورية التركية:
حسب قرار التربية الوطنية اعتباراً من سبتمبر 2017، بدأ تسجل جميع الأطفال السوريين الذين يدخلون رياض الأطفال أو الصف الأول في المدارس التركية، وليس في مراكز التعليم المؤقتة. (UNHCR، https://help.unhcr.org/turkey/ar/information-for-syrians ، 2019) وأعلنت تركيا أن نسبة الطلاب السوريين الذين يتلقون التعليم على أراضيها للعام الدراسي 2017/2018 بلغت 84% من مجمل الطلاب السورين الموجودين على أراضيها. وقدمت تركيا التعليم للاجئين السوريين في 14 ألفًا و742 مدرسة، و 338 مركزًا تعليميًا مؤقتًا.
وبحسب مندوبة اليونسيف السابقة في تركيا إليف كالين من المتوقع أن تصل نسبة الأطفال في المدارس إلى أكثر من 95% في 2019 نتيجة القوانين الصارمة الي تطبّقها الحكومة التركية على أولياء الطلبة المتسربين. (عنب بلدي، https://www.enabbaladi.net ، 01/02/2018) وبحسب بيانات وزارة التربية والتعليم التركية، فإن نحو 18 مليون تلميذ يتلقون التعليم في مدارس 81 ولاية تركية في العام الدراسي 2018-2019 (ترك برس، https://www.turkpress.co ، 15/7/2019 ) النسبة المؤية للطلبة السوريين بهذا الشكل لا تتجاوز 4% من اجمالي عدد الطلاب في تركيا.
وفيما يتعلق بالتعليم الجامعي نص قرار مجلس الوزراء التركي في آب 2013 على الإعتراف بكل طالب من اللاجئين السورين تلقى تعليما جامعيا في تركيا على اعتباره طالبا خاصا، ومنحه وثيقة جامعية تثبت ذلك، وتعتبر هيئة التعليم العالي التركية (YÖK) هي المسؤولة عن كافة إجراءات تعليم الأجانب في المرحلة الجامعية، وتم تنفييذ قانون “الإنتقال الأفقي” و “الطالب الخاص”. حيث يمكن الطالب الذي يستطيع إثبات أنه خلال الحرب كان يدرس في فرع جامعي معين ووصل إلى مستوى معين أن يقوم بالإنتقال أفقيا وإكمال دراسته الجامعية في نفس المستوى والمجال الذي وصل إليه سابقا، وإن لم يستطع ذلك يعامل معاملة الطالب الخاص ويتم دراسته. وكذلك من أنهى الدراسة الثانوية يحق له بعد إتمام مرحلة اللغة الإلتحاق بالجامعة.
وكان مجلس الوزراء التركي قد أعفى اللاجئين السوريين من دفع المصاريف الدراسية، في الجامعات الحكومية للسنة الدراسية 2014 – 2015؛ مع إلتحاق الجامعات تحصيل مصاريف اليوس من الطلاب اللاجئين المتقدمين. وفي العام الدراسي 2015-2016 سجل 5560 طالبا سوريا في التعليم العالي. ويتم تأمين بعض المنح الجامعية من قبل بعض المنظمات مثل منحة الحكومة التركية ومنح “رئاسة هيئة أتراك الخارج والمجتعات ذات القربى” ومنحة سبارك ومنحة اراسموس. ويمكن للطلاب اللجئين السورين الراغبين في الحصول على منحة دراسية في إحدى الجامعات الحكومية التركية عن طريق تقديم برنامج المنح التركية من خلال الرابط: www.turkiyeburslari.gov.tr وهو برنامج تفاضلي يمنح المنحة للأحق، فليس الجميع مضموني الحصول على المنحة. وكذلك توفر UNHCR عددا محدودا من المنح للاجئين، (Ulukütük, 2017, 107 – 117) (UNHCR، 2014، 9 – 14).
كما يحق للاجئين السورين المشاركة بالمجان في دورات تعليم اللغات الأجنبية ودورات تنمية المهارات التدريبية المهنية التي تنظمها مراكز التدريب الشعبية. وأعلنت وزارة العمل والضمان الاجتماعي عن إلتحاقية السورين المشاركة في برامج تنمية المهارات التي تنظمها مؤسسات التوظيف التركية “İŞKUR” . (Ulukütük, 2017, 113)
وبحسب الیونیسیف: یشكل المعلمون من اللاجئین السوریین أحد الموارد غیر المستغلة في جمیع البلدان المضیفة تقریبا. ویؤثر نقص استغلال ھذا المورد في إلتحاقية الوصول إلى التعلیم وفي جودته بالنسبة لأطفال اللاجئین السوریین: فھو “إما یمنع أطفال اللاجئین من الذھاب إلى المدرسة أصلا، أو یؤدي إلى تكدسھم في فصول كبیرة، أو حضورھم لفترات أقصر… ویساھم غیاب فرص التوظیف بالنسبة للمعلمین اللاجئین في البلدان المضیفة في زیادة عدم الاستقرار.” (Human Rights Watch ، http://www.hrw.org/ar، تشرين 2 2015) وقد قامت التربية التركية في بداية هذا العام الدراسي (2018- 2019) وتحديداً في تشرين الثاني 2018، بتوزيع ما يقرب من ثلث المعلّمين على المدارس الشرعية التركية (الأئمة والخطباء) لتدريس طلبتها مبادئ اللغة العربية؛ وثلث آخر تم توزيعه على عموم المدارس التركية للعمل بصفة موجهين تربويين للطلبة السوريين المدمجين داخلها مؤخراً؛ نتيجة تناقص أعداد الصفوف والحصص جراء الدمج، وسيلتحق الثلث الأخير بسابقيه مع بداية العام الدراسي القادم.
بلغ عدد المعلمين في عموم الولايات التركية ما يقرب من 13400 معلّم من جميع التخصصات التعليمية. وكما هو الحال مع التلاميذ السوريين أشرفت منظمة اليونيسيف على دعم المعلمين من خلال تقديم منحٍ شهرية لهم (بوصفهم متطوعين) منذ السنة الأولى للدمج؛ وكان مقدارها خلال تلك السنة 900 ليرة تركية (حوالي 300 دولار أمريكي وقتذاك). ومع تسارع هبوط الليرة التركية تم رفع قيمة المنحة لـتصل إلى 1300 ليرة في العام التالي؛ ومنذ بداية 2019 بلغت المنحة 1603 ليرة تركية (أقل من 300 دولار أمريكي اليوم). (الناصر، https://thelevantnews.com/ ،17/6/2019)
تقوم وزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية ووزارة التعليم الوطني والهلال الأحمر التركي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بتنفيذ برنامج للمساعدة الاجتماعية على الصعيد الوطني يسمى “التحويلات النقدية المشروطة للتعليم” للاجئين. ويمثل هذا امتدادا لبرنامج “التحويلات النقدية المشروطة للتعليم” الذي نفذته وزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية منذ عام 2003 للمواطنين الأتراك والأجانب المقيمين في تركيا. ويمكن لجميع اللاجئين المقيمين في أماكن خارج المخيمات، بغض النظر عن جنسيتهم، الاستفادة من هذه المساعدة (إذا استوفوا معايير الأهلية). وتوفر هذه التحويلات مدفوعات نقدية للأسر المؤهلة مشروطا بحضور أطفالها بانتظام (من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر.
ويجب تسجيل المتقدمين للحصول على التحويلات النقدية المشروطة للتعليم مع المديرية العامة لإدارة الهجرة (DGMM) ويكون رقم هوية الأجنبي يبدأ بالرقم 99 ويتم تسجيلهم في قاعدة بيانات MERNIS ويمكن لكل من التلاميذ المسجلين في مراكز التعليم المؤقتة والمدارس الحكومية التركية الحصول على الدعم المالي من خلال برنامج “التحويلات النقدية المشروطة للتعليم”. (UNHCR، https://help.unhcr.org/turkey/ar/information-for-syrians ، 2019) وقد بدأ العمل بشكل جاد للتخفيف من دوافع عمالة الأطفال مع مشروع التحويل النقدي المشروط بالتعليم في أيار 2017 الذي يقدَّم إلى عائلات اللاجئين المعرضة للخطر والضعيفة التي يذهب أطفالها إلى المدارس بانتظام “تحويلات نقدية نصف شهرية”. كما صدر هذا البرنامج بالتوازي مع تنفيذ “مكون استراتيجي لحماية الطفل” لضمان وجود مستمر للأطفال اللاجئين المعرضين للخطر في التعليم، لكن مؤسسة حقوق الطفل اعتبرته غير ذا فعالية؛ ولا يشجع الأهل على إرسال أولادهم إلى المدراس. (والس، www.haramon.org ،1/4/2019)
كذلك تشتمل خطة وزارة التربية لتعزيز دمج الطلاب وإشراكهم، على مبادرة تحت عنوان “تعزيز دمج الأولاد السوريين في النظام التربوي التركي”. يقدّم الاتحاد الأوروبي دعماً مالياً وعمليا لهذه المبادرة التي تتضمن دعم اللغة التركية وتأمين الاحتياجات النفسية والاجتماعية، من خلال دروس في الموسيقى والفن من خارج المنهاج الدراسي. قدّم المشروع الدعم للطلاب وجرى تعيين نحو ستة آلاف مدرّس تركي في مراكز التعلّم، ومنهم مستشارون لدعم الطلاب السوريين. (قدور، https://carnegieendowment.org/، 20 /11/ 2017) ويجري، وفق تصريحات وزير التربية التركي يلماز، العمل على مشروع بقيمة 300 مليون يورو في 23 مقاطعة تركية، سيدخل ضمنه 390 ألف طالب سوري.
ويندرج ضمن إطار هذا المشروع خمسة آلاف و555 مدرسًا تركيًا لتعليم اللغة التركية و94 معلم لغة عربية ضمن خدمة تعليم العربية. كما يتضمن المشروع وضع 495 مرشدًا نفسيًا لتقديم الخدمات الاستشارية ضمن هذا المجال، إضافةً إلى 900 عامل نظافة، و300 موظف وحارس أمن. (عنب بلدي، https://www.enabbaladi.net ، 01/02/2018) على أن ينتهي العمل بها في 2020، بحسب تصريحات المشرف على المشروع، فاتح محمد أوروج، في نيسان 2018. (عنب بلدي، https://www.enabbaladi.net ، 25/01/2019) وأعلن المشروع التركي “التعليم المكثف”، عن خطة تعليمية تهدف إلى تأمين مستقبل مليون و700 ألف طفل سوري وعراقي في تركيا، لمن أجبرتهم “ظروف الحرب” على ترك مقاعد الدراسة ويعمل المشروع على فكرة دمج الأطفال اللاجئين في المدارس التركية، خاصةً “أطفال المرحلة الإبتدائية”، وحل مشكلة “اللغة التركية” التي تشكل عائقًا أمام الأطفال وذويهم “لإكمال تعليمهم واندماجهم في المجتمع التركي”.
ويمول الاتحاد الأوروبي جزءًا كبيرًا من المشروع الذي يعد شراكة بين وزارتي “التعليم والشباب والرياضة” التركية، و”الهلال الأحمر التركي” ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف“. ويخضع الطلاب لدورة تعلم لغة تركية على عدة مراحل طوال 16 شهرًا، لينتقلوا بعدها إلى المدارس التركية، “لمواصلة تعليمهم مع زملائهم الأتراك”.. (عنب بلدي، https://www.enabbaladi.net ، 25/01/2019) وقد أطلقت وزارة التعليم التركية سابقا مدارس صيفية لـ 40 ألف تلميذ سوري وتركي منقطعين عن التعليم، وسيركز البرنامج المدعوم من الاتحاد الأوروبي، على تأهيل التلاميذ السوريين للمرحلة الإبتدائية، وسيساعدهم على التآلف مع أقرانهم الأتراك. (ترك برس، https://www.turkpress.co ، 15/7/2019 )
السياسة التعليمية لللاجئين السوريين في تركيا.. الجزء1
السياسة التعليمية لللاجئين السوريين في تركيا.. الجزء 2
السياسة التعليمية لللاجئين السوريين في تركيا.. الجزء 3
السياسة التعليمية لللاجئين السوريين في تركيا.. الجزء4
السياسة التعليمية لللاجئين السوريين في تركيا..الجزء 5