سيناريوهات ما يحدث بين روسيا والأسد ومخلوف

محمد كاظم هنداوي.. حقوقي سوري
تتناقل وسائل الإعلام العالمية والمحلية خبر استغناء روسيا عن خدمات بشار الأسد والتفكير بالبديل من أجل النهوض بالبلاد والتسوية السياسية المرتقبة، هذا الأمر ليس صحيحا من باب المعرفة بالروس أولا، وثانيا روسيا ليس هذه الدولة النزيهة التي يمكن أن تفكر بمثل هكذا تفكير
الحقيقة
روسيا عملت عبر حلفائها في السنوات القليل الماضية على تعويم الأسد دوليا من أجل توفير المال للشركات الروسية لإعادة إعمار سورية واعادة اللاجئين اليها ضمن تسوية سياسية تضمن بقاء حلفاء روسيا في الحكم الى الأبد الأسد، لم ينجح الروس في هذه المهمة ،الاسد القاتل يجب أن يرحل أولا، هذا كان رد معظم الدول الأوروبية ومع الولايات المتحدة الأمريكية، العملية السياسية اولا ولا أموال تقدم إلا من خلال حكومة شرعية تحكم البلاد مع العلم أن الحكومات الغربية وضعت هذا الشرط ليس لارضاء الشعب السوري بل لانها من بين الذين لن يستفيدوا من إعادة إعمار سورية في وجود السيطرة الروسية الإيرانية عليها .
رامي مخلوف
الروس بعد أن تم طردهم من الدول المانحة لإعادة إعمار سوريا بدأوا بالتفكير بالحل البديل من أجل تأمين موارد مالية للخزينة السورية للإنفاق على اعادة الإعمار، يعلم الجميع أن عصابة أل مخلوف هي من تولت لعقود نهب وسلب خيرات البلد من عهد حافظ وصولا لهذا اليوم، روسيا تعلم علم اليقين أن مخلوف هو حاكم الفعلي للدولة من باب القتصاد في سوريا ويجب على روسيا الاطاحة به اولا من أجل تحقيق المكاسب المالية للشركات الروسية المتعطشة للمال السوري روسيا طلبت من مجلس العلويين في سوريا الاستغناء عن دعم رامي مخلوف وعائلته من أجل الوصول الى حل يضمن بقاء حكم هذه الطائفة إلى أزل الازلين.
كان التخبط سيد الموقف وحصل انقسام في المجلس العلوي خوفا من ازعاج الإيرانيين من جهة وتخوف من الدور الروسي الذي سوف يهيمن على الاقتصاد السوري وكلنا نعلم اهمية المال لاستمرار حكم هذه الطائفة تم رفض هذا الاقتراح من مجلس العلوي في سوريا، روسيا انزعجت كثيرا من هذا الرفض وتحولت الاقتراحات الى املاءات وأوامر يجب على الجميع تنفيذها والخلاف وصل الى درجة تبادل الاتهامات عبر وسائل الاعلام واصبح حديث الروس عن إزالة هذا الكيان الفاسد بدلا من قول الحقيقة، روسيا بدأت بحملة اعلامية رافقت الحملة التي تقوم بها داخليا من أجل الضغط والتلويح بالعصا ضد كل من يقف ضدنا في سوريا.
الدور الإيراني
إيران الشريك القوي والشرس في سوريا كانت تدعم ادواتها بالخفاء بعيد عن انظار الروس وغضبهم ،حاولت خلق توازن جديد تحافظ من خلاله على مكاسبها ومواردها المالية في سوريا دون الحاجة للتصادم مع المارد الروسي، قامت بمبادرات من أجل التفاهم بين الروس ومخلوف على تقاسم الاقتصاد السوري وكانت تلعب دور خبيث كالعادة تضمن من خلال هذا الدور عدم هيمنة الروس على كل الاقتصاد في سوريا
لم تنجح إيران في هذه العملية
رامي مخلوف وعبر اخر فيديو له أبرز تعند الروس وعدم التوصل لأي حلول معهم فروسيا تريد أن تصب جميع الموارد المالية في خزينة الدولة ولا تريد هيمنة الطائفة عليها، روسيا اليوم حسمت الأمر وأصبح رامي مخلوف مقيد في سوريا وسوف نرى في الايام القليلة القادمة رجال أعمال محسوبين على النظام المجرم يقومون بنشر فيدهات لهم لمناشدة سيادة الرئس كي يردع الروس ولا يتم مصادرة أموالهم
دور الأسد
الأسد في هذه المعمعة يشبه دور الممثل عادل امام في مسرحية شاهد ماشفش حاجة ولا دور أو سيطرة أو موقف يذكر ممكن أن نبني عليه فهو خائف من الروس ومستعد لتسليم كل شئ مقابل عدم انزعاج الروس منه ناهيك عن المعاملة السيئة بالأساس التي يعامل بها الروس رأس النظام الذي يدعمه
الى أين تتجه الأمور
روسيا المحتل الأكبر في سوريا تريد أمرين: الأول السيطرة المطلقة على الاقتصاد السوري والثاني طرد ايران من سوريا لارضاء بعض الدول الخليجية لجذب الاستثمارات وتقديم المال لإعادة إعمار سوريا
هل سنشاهد تصادم روسي إيراني
هذا الأمر في الحقيقة بدأ بالفعل لكن بالوكالة، بعض الموالين لايران قاموا بالهجوم على روسيا اعلاميا وعلى الارض وضرب الموالين لها وسجلنا تدمير قرية بالكامل سكانها من الطائفة العلوية على يد نفس الطائفية ارضاء لايران التي تعلم انها كبش الفداء في سوريا وخروجها هو انتصار لبعض من يسمون نفسهم ثوارا وأدوات بيد الخليج واتوقع تطبيع مزيد من دول الخليج في الأيام القادمة مع النظام السوري من أجل دعم سيطرة الروس وكف يد الايرانيين عن التحكم في سوريا .
روسيا سوف تنجح في السيطرة وممكن أن نشاهد بعض أطراف المعارضة تشارك في حكومة جديدة بالاتفاق مع الجانب التركي والامريكي واستبدال نظام الأسد بنظام أسد بديل يكون فيه دور لبعض أعداء الماضي دور جوهري فيه.