تخطى إلى المحتوى

حادثة هزت لبنان.. شاب لبناني كتب “أنا مش كافر بس الجوع كافر” وانتحر

أنا مش كافر

أنا مش كافر.. بس الجوع كافر”، عبارة تركها مواطن لبناني على ورقة في شارع الحمرا، قبل أن يقدم على الانتحار وينهي حياته، بعدما سدت كل الطرق أمامه، في بلد يتداعى فيه الأمن الاجتماعي والاقتصادي والنفسي للناس.بحسب سكاي نيوز

وكتب المواطن اللبناني، علي محمد الهق (مواليد 1959) الذي أقدم على الانتحار، كلماته الأخيرة على سجل عدلي، وهو ورقة رسمية تفيد بأنه غير محكوم عليه بأي جنحة أو جناية، وإلى جانب الورقة علم لبنان.

وبعد أن أنهى الرجل حياته بطلق ناري في الرأس، ترك لفترة جثة هامدة على الرصيف في العاصمة بيروت، في مشهد صدم الرأي العام اللبناني من شدة قساوته.

وتأتي الحادثة في ظل شعور باليأس والبؤس وصل إليه السواد الأعظم من الشعب اللبناني، الذي يئن اقتصاديا منذ أشهر، في ظل ظروف سيئة لم يشهدها لبنان في تاريخه.

وهزت حادثة الانتحار الرأي العام اللبناني، وزادت من “وجع اللبنانيين وألمهم” وهم يواجهون أعنف ظروف معيشية، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية، وانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية.

بعيد حادثة الانتحار، تجمع محتجون في شارع الحمرا وأطلقوا صرخات ضد الطبقة السياسية، التي أوصلت البلاد إلى الانهيار، بحسب وصفهم.

وبينما افترش العشرات الأرض، أظهرت لقطات مصورة أحد أقارب الشاب وهو يصرخ في الشارع ويقول: “ابن عمي قتل نفسه بسببكم، قتل نفسه من الجوع بسببكم، لعن الله هذا البلد، لعن الله هذه الحكومة وكل السياسيين”.

وحملت سيدة لافتة كتب عليها “فسادكم قتلنا”، وبكت متأثرة من مشهد الانتحار، وطالبت الناس النزول إلى الشارع للمطالبة بحقوقهم وأسقاط الطبقة السياسية.

ولم ينته “اليوم الأسود”، كما وصفه لبنانيون، في شارع الحمرا، ففي جدرا جنوبي بيروت، عثر على جثة مواطن مشنوقا داخل شقته في الشوف بجبل لبنان، وهرعت القوى الأمنية والأدلة الجنائية للتحقيق ف الحادث.

ذكرت وسائل إعلام لبنانية أن الرجل المشنوق هو والد لطفلة، ويعمل سائقا لحافلة ركاب.

وفور شيوع الخبر، اعتصم العشرات من سائقي الحافلات والباصات في مدينة صيدا جنوبي لبنان، بسبب الوضع الاقتصادي الذي أدى إلى انتحار زميلهم.

وقالت الجزيرة إن عبارة “أنا مش كافر” تحولت إلى الوسم (الهاشتاغ) الأكثر تداولا في لبنان خلال الساعات القليلة الماضية، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومشاهد للأوضاع المعيشية الصعبة في لبنان، كما نشروا تغريداتهم المنتقدة للطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد على أكثر من وسم، منها “انتحار”، و”لبنان يحتضر” في اليوم الذي تم فيه تسجيل حالتي انتحار في البلاد.

وتداول رواد مواقع التواصل مقطع فيديو للحظة نقل جثمان علي من مكان انتحاره وسط بيروت، وقد هتف الحاضرون ضد الطبقة السياسية في البلاد.

وغرد الناشط عمر زين الدين “الأزمة اليوم هي النتيجة الطبيعية لـ30 سنة من الفساد والمحاصصات والهدر، هذه السلطة قدمت كل ما يمكن أن تقدم، وهي اليوم عاجزة عن فعل أي شيء، ورغم عدم وجود البديل، ورغم أن هناك سلاح غير شرعي، ورغم كل ما يحيط بنا من أخطار فإن الفراغ أفضل من بقاء هؤلاء جمعيهم!!”.

وكتب الصحفي محمد دنكر “إنت وقاعد ببيتك المِلك وعم تقبض معاشك وقادر تاكل وتشتري يا ريت ما تعطي مواعظ عن الانتحار وإنّو مش مقبول، جربت تعيش لأيام بلا ولا ليرة ويكون هاجسك تنام مش جوعان؟ شحدت وانذليت لتطعمي ولادك؟ حسيت شي مرة حالك ما قادر تجيب ربطة خبز أو تشتري دوا لحدا مريض من عيلتك؟”.

أما رجل الأعمال فؤاد مخزومي فغرد “الأخبار المأساوية التي تتوالى عن انتحار مواطنين لبنانيين هي صرخة موجعة بوجه الطبقة الحاكمة التي أوصلت البلد إلى حافة اليأس، على الحكومة معالجة الملف المعيشي، وهو من أخطر الملفات التي لم تعد تحتمل التأجيل والمماطلة”.

وغرد الممثل المسرحي زياد عيتاني “نحن يلي انتحرنا قبلك يوم رضينا فيهم”.

وفي ظل الواقع الاقتصادي الصعب في لبنان تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمسلح يجبر صيدلانيا على إعطائه حليبا وحفاظات أطفال.

والهق، هو ابن بلدة الهرمل محلّة الكواخ، ومن سكان المريجة في الضاحية الجنوبية.

ووفق رواية أقاربه، فإنّه “غادر لبنان منذ سنوات إلى الخليج سعياً لتأمين لقمة عيش حيث عمل في مطاعم عدّة، ليعود بعدها إلى لبنان ويفتتح مطعماً في المريجة، إلّا أنّ الظروف المالية والاقتصادية الصعبة خلال الأشهر الأخيرة أدّت إلى تراجع العمل في المحلّ وتعذّر تأمين بدل الإيجار الشهري، ما أدّى إلى تعرّضه لضغوط من صاحب الملك، في وقت لم يعد يملك قوت يومه”.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

%d مدونون معجبون بهذه: