الطبيب السوري أنس هايل قرقوط ينال جائزة أفضل بحث علمي بالليزر في روما

الدكتور أنس هايل قرقوط يقيم في دبي ويكرم في روما عن جائزة أفضل بحث علمي بالليزر لطبيب أسنان شاب
كتب الصحفي-عبدالله قطيني:
ولد الدكتور أنس هايل قرقوط في السويداء عام 1986 لأسرة محبة للعلم والعمل، درس في مدارسها وكان من المتميزين والمتفوقين ما أهله لدخول كلية طب الأسنان في جامعة دمشق وتخرج منها عام 2009 بمعدل جيد جدا .موسوعة رواد الاغتراب السوري حول العالم
يقول الدكتور أنس ل”موسوعة رواد الاغتراب السوري حول العالم”:”كان طموحي يدفعني لأن اكمل تحصيلي العلمي خارج حدود الوطن وهذا ماحاولت جاهدا الحصول عليه إلا أن الظروف عاكستني بعدها في السعي نحو اكمال التعليم والاختصاص، فبعد إتقاني اللغة الفرنسية واجتيازي جميع امتحانات اللغة المطلوبة وتحصلي على قبول من إحدى الجامعات الفرنسية العريقة باختصاص التقويم لم يكتب لي السفر بسبب إغلاق السفارة الفرنسية في دمشق, وبعدها حصلت على منحة دراسية مقدمة من وزارة التعليم العالي في سوريا لدراسة التقويم في جامعة عين شمس في القاهرة بالأتفاق مع وزارة التعليم المصرية لكن للاسف تم الغاء هذه المنحة نتيجة للظروف السياسية في البلدين”.

في أواخرعام 2011 تم قبول الدكتور أنس في أختصاص جراحة الوجه الفكين في مستشفى تشرين العسكري حيث بدأ بممارسة الاختصاص هناك إضافة لعمله في عيادة خاصة.
وبعد مدة من الزمن تم افتتاح ماجستير باختصاص الليزر في علوم طب الأ سنان، واتخذ الدكتور أنس قراره الصعب بالتخلي عن اختصاص الجراحة الذي يسعى له معظم الاطباء وتقدم بأوراقه لوزارة التعليم لدخول ماجستير الليزر _حيث صدر قانون جديد بتلك الفترة انه لايجوز للطبيب التقدم لاختصاصين بنفس الوقت_وفعلا تم قبوله بماجستير علوم الليزر في طب الأسنان المغمور المجهول المصير “ولكنه كان مؤمناً حينها أن النجاح ليس حكراً على اختصاص معين وأن المستقبل في طب الأسنان هو للتكنولوجيا الحديثة ومنها الليزر”.
وقال:”الحمدلله كان خياري صائباً، وهنا أتوجه بالشكر والعرفان إلى الأستاذ الدكتور عمر حمادة الذي يعد من أهم الاختصاصيين والباحثين في مجال الليزر في المنطقة والمهندس الدكتور وسام البشير اللذان آمنا بي وقدما لي كل الدعم حتى أنهيت الماجستير في علوم الليزر بدرجة امتياز” .
ويتابع الدكتور قرقوط:”بعدها انتقلت من دمشق الى السويداء وافتتحت عيادتي الخاصة في قرية سهوة البلاطة التي لازلت أحن للعمل فيها وأحن لطيبة أهلها ورقيهم وقد جمعتني بهم صداقة ومودة واحترام متبادل” .
أما عن تجربته في الاغتراب فيقول: “بدأت رحلتي الاغترابية عن طريق الصدفة ..حيث كنت في زيارة لأخي المهندس سعيد المقيم في الامارات العربية المتحدة وقبل موعد السفر والعودة لسورية بيومين التقينا بأحد الأطباء الذين نصحوني وشجعوني على البدء بإجراء معاملات الترخيص الطبي في دبي ( والتي كانت في ذلك الوقت بمنتهى الصعوبة على عكس الوقت الحالي ) وهذا ماكان إذ تكفل أخي بإجراء كل المعاملات الورقية أما أنا فعدت إلى سورية ليتم بعدها ب 4 شهور تحديد موعد الامتحان والمقابلة اللذين اجتزتهما وحصلت بعدها على الترخيص الطبي ,لتبدأ بعدها محاولات عديدة للسفر إلى الامارات استمرت لحوالي السنة باءت جميعها بالفشل.
إلى أن نجحت في ذلك اخيرا بجهود حثيثة من عمي والد زوجتي المهندس كمال أبو صعب المقيم في دولة الامارات العربية المتحدة . كانت تلك السنة هي الاصعب في حياتي فمغادرتي لأسرتي الحبيبة ورحيلي عن محافظتي التي كنت أعشق ترك في قلبي غصة لازالت حاضرة حتى هذا اليوم .في دبي , التقيت بالدكتور معن أبوراس صاحب عيادات أبو راس لطب الأسنان ومنحني الفرصة للانضمام لفريق العمل الطبي كطبيب أسنان عام واختصاصي في علاجات الليزر .
وبعدها افتتحنا قسماً خاصاً لعلاج الأسنان عن طريق الليزر مزود بأحدث أجهزة ومعدات الليزر بالعالم ومنذ العام 2014 وحتى اليوم لازلنا نعمل على تطويره وتحسينه وقد أصبح من أهم الأقسام التي تعنى بالليزر في المنطقة وفي العام الماضي تم توقيع اتفاقية شراكة وتبادل خبرات بين شركة دكتور سمايل الايطالية الرائدة في اجهزة الليزر وبين مجموعة عيادات أبوراس لطب الأسنان وتم اختياري لأكون الممثل العلمي للشركة في دبي .
لدي مجموعة من الأبحاث التي تخص الليزر بطب الاسنان والتي تم نشرها في اهم المجلات الطبية العالمية ومنها المجلة الامريكية الدولية لعلوم الليزر في طب الأسنان والتي تعتبر مرجع أساسي لليزر لجميع أطباء الأسنان في العالم .
بالاضافة لعملي كطبيب أسنان مختص بالليزر أعمل كمحاضر دولي عن ابحاث الليزر حيث تمت دعوتي للعديد من المؤتمرات الدولية التي تعنى بالليزر وتم تكريمي في عام 2018 في روما عن جائزة افضل بحث علمي لطبيب شاب .
وفي نهاية العام 2017 بدأت الدراسة للحصول على اختصاص زراعة الاسنان عن طريق جامعة تورنتو ليكون داعماً لي في حياتي المهنية بالاضافة الى اختصاصي في مجال الليزر على الصعيد الشخصي أنا ابن اسرة محبة للعلم والثقافة فوالدي العميد هايل قرقوط ووالدتي السيدة أمل قرقوط اللذان أفتخر بمحبة الناس لهما و لدي أخان اثنان –د.وائل و المهندس سعيد – وأخت وحيدة – الصيدلانية ريم – ومتزوج من الصيدلانية رنا أبو صعب وهي الداعم الأكبر والسند الأقوى لي في غربتي، ولدي طفلان جولي 4 سنوات وكرم 3 سنوات.مسيرتي المهنية لازالت في بدايتها واليوم الحمل على أكتافنا بات أصعب، فتدهور الاوضاع الاجتماعية في العالم عامة وفي سورية خاصة يدفعنا لأن نكمل في علمنا وعملنا علّنا نسهم ولو قليلاً في نماء وطننا الغالي وعودة الرفاه إليه”.