معلومات جديدة.. الصحفي لقمان سليم تعرض للتعذيب قبل قتله

بعدما أعلن الطب الشرعي في لبنان، اليوم الخميس، أن الناشط والمعارض الشرس لحزب الله، لقمان سليم، أصيب بـ 5 طلقات نارية، أربع منها في الرأس وواحدة في الظهر، بحسب ما أفادت الوكالة الرسمية، ظهرت معلومات جديدة صادمة، اذ كشفت مصادر طبية لـ”العربية”، أن لقمان سليم تعرض للتعذيب قبل قتله. بحسب القوات اللبنانية
والمعارض الشيعي لطالما انتقد حزب الله وسلاحه، معتبراً أن أجنداته خارجية، تقدم مصلحة إيران على مصلحة لبنان، وما فتئ يعتبر أن الحزب يمارس سلطة القمع والرقابة على عقول مناصريه.
وتحدث سليم في السابق بحسب الشرق الأوسط عن تعرضه لتهديدات. وحمّل في بيان نشره في نهاية 2019 «قوى الأمر الواقع ممثلة بشخص السيد حسن نصر الله وشخص الأستاذ نبيه بري، المسؤولية التامة» عن هذه التهديدات، «وعما قد يجري» ضده وضد عائلته ومنزله.
وأنتج سليم وثائق عدة في مركز «أمم» الذي أسسه، خصوصاً لتسليط الضوء على ملف المفقودين في الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1990).

ونددت السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا بجريمة اغتيال الناشط لقمان سليم، وقالت في تصريح: «أريد أن أبدأ بتقديم خالص تعازيّ إلى عائلة سليم، وكل من تأثر بخبر وفاته المفجع، إنه لاغتيال بربري. لقد قال لقمان سليم سرا وعلانية أنه كانت هناك تهديدات لحياته، ومع ذلك استمر، بشجاعة، بالدفع من أجل العدالة والمساءلة وسيادة القانون في لبنان».
ورأت أن «هذا الاغتيال لم يكن مجرد اعتداء وحشي على فرد، بل كان هجوما جبانا على مبادئ الديمقراطية وحرية التعبير والمشاركة المدنية. إنه أيضا هجوم على لبنان نفسه».
وأكدت أن «استخدام التهديد والترهيب كوسيلة لتخريب حكم القانون وإسكات الخطاب السياسي هو أمر غير مقبول». وقالت : «إننا ننضم إلى أصدقاء لبنان الآخرين وقادة البلد الذين أدانوا هذه الجريمة المروعة، وندعو جميع القادة من مختلف الأطياف السياسية إلى القيام بالشيء ذاته».
وشددت على «ضرورة إجراء تحقيق سريع في هذه الجريمة وغيرها من عمليات القتل التي لم يتم حلها، حتى يتم تقديم مرتكبي هذه الأعمال إلى العدالة».
وختمت: «في بلد يحتاج بشدة إلى التعافي من الأزمات المتعددة التي يواجهها، ترسل الاغتيالات السياسية إشارة جد خاطئة إلى العالم حول ما يمثله لبنان. على أمل أن تسود سيادة القانون والمساءلة، المبادئ ذاتها التي كان لقمان سليم يقاتل من أجلها».

وصفت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم (الخميس)، قتل الناشط اللبناني المناهض لـ«حزب الله» لقمان سليم بأنه «جريمة بشعة» وطالبت بتحقيق شفاف، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية أنييس فون دير مول، في بيان: «فرنسا تطالب بإثبات الحقائق بوضوح وبأن يساهم كل من يستطيع المساهمة في إثبات الحقيقة بكل طاقته». وأضافت: «تتوقع فرنسا بأن تسمح السلطات اللبنانية وكل المسؤولين اللبنانيين لنظام العدالة بالعمل بشكل فعال وشفاف دون تدخل».
وتابعت: «تشكّل التعددية وحرية التعبير مكوّنين أساسيين للنموذج الاجتماعي الذي يتمسك به اللبنانيون. فرنسا إلى جانبهم لمساعدتهم في الحفاظ عليه».
وعثر على سليم المعروف بمواقفه المنتقدة لـ«حزب الله» مقتولا بالرصاص ووجدت الجثة داخل سيارته في النبطية جنوب لبنان”.، الخميس، وكانت عائلة الناشط والباحث السياسي أبلغت عن اختفائه مساء أمس الأربعاء.
لقمان محسن سليم من مواليد 1962 بحسب النهار وهو ناشر وناشط اجتماعي وسياسي مستقل لبناني، له مكتب في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو معلق معروف في السياسة اللبنانية والشرق الأوسط.
ولد لقمان في حارة حريك بالقرب من بيروت في 1962، ثم انتقل إلى فرنسا في 1982 لدراسة الفلسفة في جامعة السوربون، وعاد إلى بيروت في 1988، وفي 1990 أسس دار النشر الجديدة، التي تهتم بنشر الأدب العربي ومقالات.
في عام 2004 شارك في تأسيس مركز “أمم للتوثيق والأبحاث” وهي منظمة غير ربحية مقرها في حارة حريك جنوب بيروت. تقوم المنظمة بإنشاء أرشيف مفتوح للمواد المتعلقة بالتاريخ الاجتماعي والسياسي في لبنان، وتنظم وتسهل المعروضات في “حظيرته” الشهيرة للفنانين لمعالجة صراحة ندوب الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، والتي تعتبر من المحرمات ولا تدرس على مستوى المدارس الابتدائية أو الثانوية.
ومن أشهر ما كان يردده نقلاً عن الإمام علي بن أبي طالب (أحد الخلفاء الراشدين) قوله: “إن خفت شيئاً قع فيه”.
وتعرّض سليم مرات عدة لتهديدات أعنفها خلال ثورة 17 تشرين الأول (أكتوبر) 2019 حين أقدمت مجموعة تنتمي إلى “الثنائي الشيعي” (حزب الله وحركة أمل)على إثارة الشغب في خيمة يلقي سليم محاضرة فيها عن الحياد، فاتهموه بالتطبيع وعمدوا على هدم الخيمة، ثم تظاهروا أمام منزله في حارة حريك متهمين سليم بالعمالة.