فضائح التآمر.. مدير “الخوذ البيضاء” المتواطئ مع نظام الأسد يصل أوروبا لاجئاً

مصطفى المحاميد
مصطفى المحاميد

مع وصول “مصطفى محاميد” مدير الدفاع المدني في درعا إلى دولة “لوكسمبورغ” في أوروبا طالب عدد من الناشطين بفتح ملفه، والتدقيق في تغيير ولائه لصالح نظام الأسد، حيث دفع هذا الخبر مع صور “محاميد” في ساحات المدينة العريقة بعض عناصر الدفاع المدني للتواصل مع “زمان الوصل” لكشف الكثير من التفاصيل التي كانوا شهودا عليها بدأت مع تسلم الرجل لرئاسة المنظمة في مهد الثورة، مرورا بخيانة تسليم المحافظة عبر ما يسمى بالتسويات وانتهاء بظهوره في فيلم طويل على شاشة قناة (ANNA) الروسية، والذي ظهر فيه بصورة “المغرر به” العميل للدول المتآمرة على “سوريا الأسد”.

شهودنا فضلوا بدء حديثهم عما جرى في أولى أيام الحملة العسكرية الأخيرة على الجنوب السوري صيف عام 2018، والتي أفضت لسقوط ريفي درعا القنيطرة بيد النظام وروسيا، حيث وصلت أوامر من إدارة الدفاع المدني بإخلاء غالبية المراكز في الريف الشرقي من درعا إلى الريف الغربي، لكن مع تصاعد القصف وتقدم النظام أمرت إدارة الدفاع مجددا بتراجع المراكز إلى ريف القنيطرة، حيث ذهب “مصطفى محاميد” إلى مكان التجمع بالقنيطرة مع عشرات العناصر، وبقي هناك عدة أيام، لكنهم فوجئوا باختفاء رئيسهم لأكثر من 4 أيام دون معرفة مصيره أو مكان تواجده، ليرسل لهم مقاطع صوتية عبر “واتساب” يقول فيها إنه “بخير وفي منطقة آمنه”، ليعلموا بعدها أنه كان بين يدي النظام في قلعة “بصرى الشام” وحضر اجتماعات التفاوض والتسوية مع الروس ومسؤولي النظام.

آنذاك وخلال الاجتماعات، سلم “محاميد” وفقا للشهود الذين طالبوا عدم ذكر أسمائهم خوفا على ذويهم من بطش الأفرع الأمنية، سلم النظام قائمة تضم 800 عنصر من الدفاع المدني في درعا والقنيطرة، بالاسم الثلاثي وكافة المعومات عن طبيعة عمل كل عنصر، كما قدم قائمة بأسماء جميع العناصر الذين خرجوا عن طريق الجولان المحتل، وأوكل له مهمة إقناع العناصر بعدم الخروج من درعا.

وعبر مجموعة جديدة أنشأها “محاميد” على تطبيق “واتساب”، بدأ مهمته الجديدة بإقناع العناصر بالبقاء في الجنوب السوري، عبر إيهامهم بالضمانات الروسية والرجوع للحياة الطبيعية، وهذا ما نجح به مع البعض الذين اقتنعوا بكلامه وغيروا رأيهم تجاه قرار الخروج إلى الشمال السوري، ليصبحوا لاحقا هدفا سهلا للنظام.

وأكدت مصادرنا أن “محاميد” خلال فترة “التسويات” كان يتنقل بين قطاعات درعا بكل سهولة رغم أنه كان بموقع مسؤولية في الدفاع المدني، وأشرف على تسليم غالبية الآليات للنظام، مع إخفاء وسرقة المازوت وألواح الطاقة الشمسية والحواسيب وأجهزة الإنترنت والاتصالات، وعدة أجهزة ثمينة تقدر بأكثر من 20 ألف دولار، مع إخفاء مبالغ مالية كبيرة كانت موجودة بحوزة الإدارة.

وتطرقت المصادر لحادثة مقتل الرئيس السابق للدفاع المدني بدرعا “عبدالله السرحان – أبو ياسين” أحد مؤسيي “الخوذ البيضاء” بعبوة ناسفة زرعها النظام له على طريق “درعا – غرز” في 20 آذار/مارس 2017، حيث جرى ترتيب وصول “محاميد” لرئاسة فرع درعا فور عملية دفن الضحية، وحينها أصر أعضاء الإدارة المقربون من الرئيس الجديد بأن عدم استلامه يعني نهاية عمل الدفاع المدني بدرعا، وتم على الفور تزوير شهادة ثانوية عامة للرجل لكي تنطبق عليه شروط منصب رئاسة الدفاع المدني، بطريقة غير شرعية وغير مطابقة لنزاهة الدفاع المدني السوري في تولي هكذا منصب.

ولحظة موت “أبو ياسين” اختفى مبلغ مالي كبير كان في صندوق بحوزة مالي الإدارة التي ادعت أنه كان مع الضحية واحترق في تفجير سيارته، رغم أن العناصر أكدوا أنه لم يكن يحمل أي مبالغ مالية تابعة للدفاع المدني بدرعا، سوى 3500 دولار لصالح إدارة القنيطرة، وعن تفاصيل المبلغ المختفي كان “أبو ياسين” قد ذكر في جلسات عديدة أن الإدارة قادرة على إعطاء رواتب من هذا الصندوق لعناصرها الذين كانت أعدادهم تبلغ حينها 400 عنصر لمدة 6 أعوام في حال توقف دعم المنظمات المانحة.

*اتهامات بالسرقة والاختلاس
ولم تتوقف اتهامات عناصر “الخوذ البيضاء” الموجهة لـ”محاميد” عند هذا الحد، بل شملت قضايا سرقة واختلاس منها ثمن الملابس المقدمة للعناصر الدفاع، حيث كانت إدارة الدفاع المدني تخصص في كل عام مبلغا ماليا للملابس صيفية والشتوية، تقدر قيمة كل بدلة بـ100دولار أمريكي، لكي تطابق المواصفات القانونية والفنية في تجهيز العناصر، لكن إدارة “محاميد” كانت تقدم أردأ أنواع القماش بكلفة لا تتجاوز 20 دولارا، ما دفع غالبية العناصر لرفض استلام تلك الملابس وفي كل مرة كانت الوعود بأنها ستكون مطابقة للمواصفات في المرات القادمة.

كما اختفت أموال تقدر بـ17.500 دولار أمريكي كانت ثمن أحذية رياضية مقدمة لعناصر الدفاع المدني، لم يسلم منها شيء، ومناقصة لإصلاح 11 آلية رست مناقصتها على إحدى الورش المقربة من الحلقة الضيقة لـ”محاميد” بقيمة 38 ألف دولار، لكن وبعد انكشاف أمرها وبتدخل الإدارة المركزية رست لحساب ورشة في مدينة “داعل” بـ18 ألف دولار، عدا عن إتمام عملية شراء سيارات “فان” دون أي مناقصة لم يسمع بها أحد إلا بعد عملية الشراء.

وشدد العناصر على أن عمليات تجهيز المراكز بالمعدات الكهربائية كانت تتم عبر “أبو سلطي” مدير القطاع الشرقي المقرب من “محاميد”، والذي كان يملك محال أدوات كهربائية وجميع العمليات كانت تتم بأسعار خيالية، من ضمنها صفقة كاميرات تصوير وبطاريات وشاشات وكاميرات مراقبة حول المراكز وكانت دائما من أسوأ النوعيات.

وبقيت عملية شراء 60 ألف ليتر من المازوت لآليات المركز، طي الكتمان وبعيدة عن السؤال والتحقيق رغم انكشاف أمرها على الفور لأنه تبين أن هذا المازوت مخلوطا بالزفت والزيت المحروق، ولتجاوز الفضيحة قرر “محاميد” بناء خزان أرضي كبير لها داخل سور سجن “غرز” المركزي، لاستخدامها في فصل الشتاء للتدفئة، لكنها اختفت بقدرة عجيبة ولم يظهر منها أي ليتر لا في الصيف ولا في الشتاء رغم تكاليف بناء الخزان.

*دعوة للمحاكمة
“محاميد” الذي أقنع عددا كبيرا من العناصر بالبقاء، غادر سوريا إلى أوروبا لاجئا، لكنه آثر الخروج قبل أن يترك خلفه بصمة عار بالظهور على قناة روسية أعدت السيناريو وأخرجته بهدف النيل من “الخوذ البيضاء”، حيث دار جل كلامه وكلام زملائه عن أيدي المخابرات البريطانية والأردنية في تدريب العناصر، بعيدا عن “المصلحة الوطنية” وكأنهم يقولون “غرر بنا” و”ندمان يا سيدي” على شاشة النظام في برنامج “الشرطة في خدمة الشعب”.

وناشد العناصر عبر “زمان الوصل” الحقوقيين السوريين في أوروبا التقدم بشكاوى للمحاكم الأوروبية، معربين عن استعدادهم لتقديم الشهادات عن جميع الانتهاكات المرتكبة بحق السوريين أولا والمنظمة الإنسانية التي أنقذت الأرواح الأبرياء ثانيا.

المصدر: زمان الوصل

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.