بيان إلى الرأي العام

نحن أبناء السويداء، أبناء وأحفاد رافعي راية الثورة السورية الكبرى، بقيادة سلطان الأطرش، الثورة التي ساهمت في بناء الهوية الوطنية السورية منذ مطلع القرن الماضي، نعلن لجميع أهلنا في سوريا:

استؤنف في الفترة الأخيرة الحراك الشعبي السلمي في السويداء للمطالبة بحقوق الشعب السوري في الكرامة والحرية وتأمين متطلبات الحياة الإنسانية من خبز وماء وكهرباء. الحراك الذي أعاد للثورة السورية سيرتها الأولى في المطالبة بدولة ديمقراطية، دولة المواطنة والقانون، والمطالبة بتطبيق القرارات الاممية خصوصا القرار ٢٢٥٤، وطي صفحة نظام الفساد والاستبداد.

كانت ردة فعل أبواق نظام الإبادة الأسدي إطلاق حملة إعلامية مضللة تتهم حراك السويداء الشعبي العفوي المعبر عن وجع كل السوريين بالارتباط ب” المؤامرة الكونية والعمالة لإسرائيل” . تزامنت هذه الحملة مع حشود أمنية في السويداء وتحرك واسع للميليشيات الإيرانية باتجاه حدود المحافظة.

نحن رفعنا الصوت: هنا السويداء هنا سوريا. نطالب مع شعبنا السوري الأبي:

اولا- محاكمة دولية لنظام الأسد الإجرامي بكافة رموزه وأدواته، بصفته نظام الإبادة ارتكب جرائم ضد الانسانية، وثقتها العديد من المنظمات الدولية، عند استخدام السلاح الكيماوي ضد الأحياء المدنية، وممارسة القتل المنهجي تحت التعذيب لعشرات آلاف المعتقلين.

ثانيا- يعلن الشعب السوري بكل مكوناته أن نظام الأسد ارتكب جرائم الخيانة العظمى بحق الوطن والمواطنين، للأسباب التالية:

١ – خيانة الأمانة الوطنية وخيانة القسم ودستور البلاد بتوجيه سلاح الجيش السوري إلى المدنيين من أبناء سوريا وتدمير المدن والحواضر السورية.

٢– ارتكاب المجازر الجماعية واستخدام أسلحة محرمة دولياً كالسلاح الكيمياوي وممارسة الإرهاب والتجويع والاغتصاب بحق الشعب الأعزل وهذا موثق بتقارير لجان وهيئات دولية.

٣ – الاعتقال التعسفي والاخفاء القسري بحق مختلف فئات الشعب السوري من أطفال ونساء ورجال وممارسة أساليب تعذيب وحشية في سجونه ومعتقلاته فاقت، بفظاعتها، جرائم النازية.

٤– التفريط بالاستقلال والسيادة الوطنية، ووضع البلاد تحت الاحتلالات متعددة الجنسيات، باستقدام قوى وجيوش أجنبية، من أجل حماية سلطته السلالية العائلية الفاسدة، وإعلاء مصلحته الشخصية فوق مصلحة الوطن ليبقى في كرسي الحكم.

٥ – استقدام ميليشيات، صنّفها المجتمع الدولي كتنظيمات إرهابية، ومنها ميليشيا حزب الله اللبناني الممول إيرانياً مع ميليشيات طائفية تجاوز عدها 60 ميليشيا لقتل السوريين وتهجيرهم ونهب أرزاقهم.

٦ – تشريد وتهجير نصف الشعب السوري بعيداً عن مدنه وقراه داخل وخارج البلاد إلى المخيمات ودول اللجوء، وتحويل سوريا إلى أكبر مصدر للنازحين بالعالم.

٧ – نهب البلاد ورهن ثرواتها واقتصادها لروسيا وايران، مقابل الاستمرار في حماية عرشه، وإفقار السوريين حيث أصبح أكثر من 90 بالمئة منهم تحت خط الفقر. كل ذلك من اجل الكرسي.

لا يحق لمن ارتكب الخيانات العظمى بحق الشعب السوري الأعزل أن يتهم أبناء الشعب، ومنهم أبناء السويداء، “بالارتباط بالخارج وبالمؤامرة الكونية”، فنظام الإبادة الأسدي هو الخائن الأول والمتآمر مع محوره الإيراني على سوريا والمشرق. يتحمل مسؤولية إثارة الحروب الطائفية وتأجيج الصراعات المذهبية وتمزيق الأمة خدمة للمشاريع الاستعمارية.

إلى أبناء سوريا العظيمة، من شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها، ألمنا واحد ومصيرنا واحد ومعاً نطالب أشقاءنا العرب ودول العالم الحر، بقادته وشعوبه بمساعدتنا لتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وعلى رأسها القرار 2254 ، وسوق مجرمي الحرب من نظام الأسد وزمرته إلى المحاكم الدولية وتطبيق العدالة.

عاشت سوريا بشعبها الأبي حرة موحدة.
الموقعون