يستمرّ الحراك السلمي لأبناء السويداء حتى تحقيق المطالب، حيث تتجمع يوميا الحشود في ساحة الكرامة وسط المدينة، حاملة لافتات تطالب بالحرية والعيش الكريم وإطلاق سراح المعتقلين وتنفيذ القرارات الدولية، مع ترديد شعارات مناوئة للنظام.
وأكد العضو السابق في الائتلاف الوطني السوري المعارض حافظ قرقوط، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أّن الانتفاضة في السويداء مستمرة بمشاركة أبناء المنطقة المؤمنين بثورتهم السلمية، فضلا عن تثبيت الشعارات المدنية والتأكيد على وحدة الشعب السوري بكافة طوائفه وانتماءاته القومية، لافتا إلى أنه من الواضح أن الشرائح المختلفة المشاركة في الاحتجاجات والنقابات المهنية السورية المساندة للسويداء بمثابة الدعوة لإعادة إحياء النشاط المدني بعد أن غاب لفترة طويلة مع حكم بشار الأسد وحزب البعث بشكل رئيسي الذي صادر الدولة والمجتمع ونصّب نفسه وصيا على حياة الناس وخياراتهم.
وأفاد قرقوط، بأن هذا البعد الذي اكتسبته انتفاضة السويداء المستمرة بشكل يومي جدد المطالب بتحرير البلد وإعادة الثروات التي باعها الأسد للإيرانيين والروس، إضافة إلى مطالب خروج المحتل من الجغرافيا السورية، ومغادرة المليشيات الغريبة عن الأرض السورية، مع الاستمرار بالتنصيص على تنفيذ القرارات الدولية التي تستهدف الانتقال السياسي السلمي والسلس.
ولفت إلى أن الانتفاضة خاطبت كل المحافظات الأخرى والنازحين للمساعدة والتحشيد، مؤكدا أن كل هذا يأتي ضمن هدف تأسيس الدولة الديمقراطية بعيدا عن أي إملاءات دولية.
وأكد محدثنا أن السويداء تكتظ بالمثقفين وهي من المحافظات التي ساهمت في تكوين الدولة السورية قبل مائة عام أثناء الاحتلال الفرنسي، وساهم أبنائها في إنشاء الحركة السياسية السورية.
وعن المطالبات بحكم ذاتي للسويداء على غرار شمال وشرق سوريا، أكد أن رفع الشعارات كان بشكل استفزازي وبطريقة تكرر ما مارسه حزب البعث سابقا، مشيرا إلى أن الأفكار لا تُكرس بالشعارات، بل وُجب طرحها على الناس في نقاشات وأماكن مُخصصة لمناقشتها وتبادل الآراء حولها ووضع الأسس حولها لا برفع شعار خلال تجمع المحتجين وكأنها تريد خلق إشكال.
وتابع أن الأفكار تدرس لا تُدسُّ في مظاهرة لخلق الفوضى، معتقدا أن حزب البحث عاش في سوريا سابقا على مثل هذه الشعارات ولم يحقق منها أي شيء، بل كانت للاستهلاك وتحقيق مآرب سياسية لاغير، وفق قوله.
وقال إن الشعارات التي رُفعت للمطالبة بإدارة ذاتية جاءت لخلق مشكل لا خلق الفكرة الذي يحتاج إلى بيئة ملائمة وإطار مدروس، محذرا من ذلك .
ولفت إلى أنه لايوجد بسوريا تجربة ناجحة للحكم الذاتي يمكن النسج على منوالها، مؤكدا أن المتظاهرين في السويداء لم يخرجوا لحكم أنفسهم بل لحكم سوريا وكانت الانتفاضة ناطقة باسم كل الجغرافيا السورية دون إقصاء وإبعاد لأي طرف.
وجدد رفض المظاهرات لما تم ترويجه في مايخص مطالب الإدارة الذاتية، الاستفزازية الطرح وعدم جاهزية الفكرة حاليا.
